OMG We're in the news !!!
لمعرفة ما وراء هذه التدوينة , برجاء قراءة هذا المقال المنشور في المصري اليوم بناريخ 2\4\09
كانت نوبتجيتي الأولى في القسم بمستشفى الباطنة في سنة الإمتياز ذات الأداء الـض.ج. , منذ وصولي لردهة القسم لاحظت هدوءا لا يبدو طبيعيا , دخلت حجرة النواب لأجدها خالية إلا من سيدة في الخمسينات من العمر كنت أظنها المدرس الخاص بالوحدة و الأون كول المسئول معي و النائب الليلة و لكني وجدتها تهاجمني بلا مبرر و علا صوتها متسائلة عن زميلي النائب , لم أشأ أن أثر حفيظنها اكثر أو أحتك بها , فأخبرتها في هدوء أنني طبيب الإمتياز المناوب في القسم اليلة و جئت لإستلام النوبتجية . أخبرتني أنها الدكتورة فلانة أستاذ التخدير و شقيقة أحد المرضى المحجوزين بالقسم .. أهلا و سهلا .. و بدون مقدمات أخبرتني أن نائب الوحدة قد قام بسبها حين اتهمته بالإهمال في رعاية شقيقها طبيب الأسنان. و هي تطالب بنقله فورا إلى مستشفى التأمين الصحي , فلأبحث لها عن النائب ليسلمها خطاب التحويل.
تلك كانت حجرة النائب التي احتلتها السيدة و لا أعلم له مكانا آخر, فسألتها من هو شقيقها , فاخبرتني من هو و اين حجرته, فسألتها عن اصل المشكلة , قالت أنه تم حجزه البارحة في غيبوبة لم يفق منها حتى اللحظة و لم يتابع أحد حالته أو يقوم بإعطاءه محاليل - كأنها العلاج السحري - ـأو يقيس ضغط دمه و نبضه . أمسكت بجهاز الضغط و السماعة و خرجت من الحجرة لأقيس ضغط الرجل و ابتعد عن مواجهة تلك السيدة التي هددتني بأنها ستقدم شكوى في القسم و اطباءه و تنشر في جرائد المعارضة و تفضحنا و انا لم اقابلها إلا منذ عشر دقائق !!!!
.. دخلت العنبر حيث فراش الرجل فتذكرته .. كنت نوتجيا الليلة التي قبلها في القسم اثناء استقبال الحوادث.. استقبل المرضى الذين تم حجزهم من استقبال الباطنة لنتابع حالاتهم و نقو بسحب العينات لتحليلها و استكمال علاجاتهم و وصل ذلك المريض قرابة الفجر في غيبوبة تامة لا اعلم سببها و لا اتذكر ما كان بتذكرته - إذ كنت مشغولا بمرضى آخرين يصارعون الموت - فكل ما علمته أنه يحتاج لسرير في العناية المركزة و ما لم يكن متوفرا عندنا في المستشفى تلك الليلة لعدم وجود أسرة شاغرة . فقست ضغطه و نبضه و وجدتهما مستقرين و إخبرت الرجل الذي كان بصحبته باستقرار الحالة و حاجتها لسرير في العناية المركزة. و كان ذلك آخر ما رأيته منه ليلتها
قست للرجل ضغط دمه و نبضه فوجدتهما مستقريت كما كانا بالأمس و اخبرت السيدة ذات النقاب أو الخمار أو الإسدال ( لا أعلم ما الفرق بين أي منهم ) - التي كانت بجواره و لم أرها الليلة التي قبلها حالها حال طبيبة التخدير - بأنه مستقر , فثارت من وراء حجاب على فمها و قالت مستقر إيه ما ماحدش فوقه و لا حد عبرنا .. تركتها و عدت لحجرة النواب حيث شقيقة المريض و اخبررتها بضغطه و نبضه فشكرتني و تركتها أبحث عن أي وجه مألوف في ذلك القسم المقفر .
وجدت النائب في حجرة التمريض عاكفا يكتب خطاب التحويل و على وجهه علامات بكاء.. سألته عن كنه ما يحدث و من هؤلاء و اين كانوا البارحة أو اليوم صباحا فأخبرني أنه فاتني الكثير من الدراما قبل وصولي , فأخبرته بتهديدات شقيقة المريض فتجاهلها و اخبرني ماذا تنتظر من ناس يتركون المستشفى الجامعي و ينقلون مريضهم إلى التأمين الصحي و هو ما أوافق تماما عليه , فبالرغم من تدنى الأوضاع في الدمرداش فهي لا تقارن بالتأمين الصحي , فلي اصدقاء هناك يحكون عن مدى السوء الذي يواجهونه و الذل الذي يعانيه المرضى هناك .
و فجأة و بدون مقدمات علت الأصوات في ردهة القسم لأجد فتاة في مثل عمري تقريبا و معها الرجل الذي كان برفقة المريض عند وصوله المستشفى و الأمن و رجل من إدارة المستشفى على ما اظن لا اعرف اسمه أو صفته بالتحديد.
كانت الفتاة ابنة المريض التي دخلت حجرة التمريض حيث النائب لتأخذ خطاب التحويل , قرأته في عجالة ثم قذفته في وجه النائب و صرخت إيه التقرير الزبالة ده فين التشخيص و نتائج التحاليل حرام عيك اتقي ربنا و قدر إن إللى بيموت جوه ده ابويا .. تدخلت لأحول بينهما و اخرج الفتاة من الحجرة و انا أقول مايصحش كده يا انسة من فضلك اتفضلي في حجرة النواب و انا سأسلمك التقرير كاملا بنفسي هناك لكن ما ينفعش نقول الكلام ده في وسط القسم كده .. تجاهلتني لحظتها و عادت للصراخ في وجه النائب .. يرضى إن والدك يجراله زي ابويا .. يعني ادعي عليه دلوقتي بس هو مالوش ذنب إن شاء الله تكون انت مكان ابويا .. عدت لمحاولة التهدئة ثم ناولني النائب خطاب التحويل الذي ناولته بدوري للفتاة التي علمت من مضمون كلامها و طريقته أنها إما طالبة طب إو طبيبة امتياز زي حالاتي.. اصطحبها الأمن و الرجل الذي يبدو من مظهره أنه إما تمرجي\سكرتير المريض و رجال الاسعاف لينقلوا المريض و معهم طبيب امتياز زميلي كان قد وصل لتوه .. ثم فجأة وجدت تلك الفتاة تعود محدثة إياي و تعتذر عما بدر منها من انفلات اعصابها فرددت بأني مقدر لما تمر به و كلمتين طيبتين كده .. و في قرارة نفسي اتسائل يا ترى بقيت النبطشية حتبقى عاملة إزاي ؟
بقيت و النائب و الرجل الإداري - على ما اظن - نتحاور في الأمر و يشرح لي سبب وجود الأمن ليحول بيننا و أهالي المرضى منعا لحدوث إصابات و هو امر ادركت أهميته بعد ذلك .
بعد حوالى الساعة تلقى النائب اتصالا من مدير المستشفى يبلغه بأمر الشكوى المقدمة إليه من أهل ذلك المريض .. تحطمت اعصاب النائب و أخبرني أن مثل تلك الشكوى قد تفقده نيابته و تعرضه للفصل .. و طلب مني الشهادة إذا تم التحقيق في الواقعة و ووعدته بأدائها و الإدلاء بما شهدته يعيني و هو بالطبع ليس في صالح المريض .. فاتا لم اشهد سوى انفلات ابنة المريض و دعائها على النائب و التطاول عليه و لم اشهد سب النائب لشقيقة المريض كما ادعت امامي و لا يعرف النائب أن طبيبة التخدير قد اخبرتني بما جرى بينهما - و إن كنت لست واثقا من صحته
هذا كان نهاية الموضوع .. لم يتم تحقيق حسب علمي و لم اطلب لشهادة و نسي الموضوع حتى الخميس الثاني من ابريل حين نشر مقال في المصري اليوم ليعيد لأذهاننا تلك الواقعة و يجبرني على كتابة شهادتي لعلها توضج بعض ما حدث تلك اللسلة من منظور آخر ..
.
Labels: الدمرداش
0 Comments:
Post a Comment
<< Home