Thursday, July 24, 2014

#شريف_يتسائل عن سر الأربع حيطان.





بقالي فترة باسمع جملة " أربع حيطان تلمنا " من ناس في الشغل و ناس بأرمي ودان و اسمعهم في المترو و في التليفزيون و خلافه. و أحيانا باسمع جملة " سقف فوق دماغنا " و أحيانا أخرى " قبر يلمنا " أو قبر يلمك " و كإن المأوى أصبح هو أقصى طموح البشر. 

لكن بيهربوا من ايه؟ 

لكل حجرة من أربعة جدران سقف و أرض فيصبح العدد ستة أسطح لمكعب يأوي الإنسان الهارب من العالم الخارجي بمخاطره و أهواله. المأوى من أول الإحتياجات الغريزية للإنسان ليقي نفسه شر مخاطر الطبيعة و غضبها و الوحوش و أنيابها. و طبيعة اليوم الغاضبة لا تختلف كثيرا عن سابقتها و الوحوش المفترسة لم تختلف كثيرا عن عصر فات. كل ما في الأمر أنها ارتقت في سلم التطور الطبيعي و أصبحت تسير على قدمين بدلا من أربعة. 

أربعة جدران تكون سجنا اختياريا للإنسان يطمح إليه بل و يهرع إليه كلما ضاقت و استحكمت. و لكن المكعب و إن كان مجوفا فليس بكامل. فكما بنى الإنسان جدران و سقف فوق ارض، فقد حفر لنفسه وسط تلك الجدران بابا و شبابيك و للسقف صنع فتحة للسماء و في الأرض من تحته حفر أنفاق و كأنه يبغى الهرب من الأسطح الست بأي شكل كان. 

الواحد مننا بيخلق سجنه و بيخلق منفذ حريته. 

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home