عن محبوبتي
لم اتخيل يوما و لو للحظة أنني سأتمنى أما
غير أمي و لكن اليوم قد أتى و لم اكرهه على الإطلاق. أعشق التراب الذي تسير عليه
أمي فهو من الجنة و لكن التراب الذي تسير عليه محبوبتي مخلوط بدمائي التي ارقتها
في سبيل الحب.
منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناي عليها لم
أصدقهما. خلت للحظة أنني مرضت بداء يجعلني اتوهم الخيال و لكنها كانت حقيقية كنظرية
علمية ثابتة و لكنها ليست جامدة بل تمتلئ بحيوية لم أعهدها في بنات جيلي اللاتي
احفظهن.
اشتهيتها نعم .. و لكن شهوتي للنساء كانت
مختلفة هذه المرة. لم تكن قط حيوانية بل اجرؤ علىى القول أنها كانت رغبة ملائكية مغلفة
بتقدير شديد لجمال و فتنة طاغيين لدرجة الرهبة من الإقدام و لكن الرغبة تملكت مني
و مكنتني من الاقتراب.
و كلما اقتربت تقربت و لحظي لم تمتنع في البداية
لكنها وضعت خطوطا حمراء أخذت اتخطاها و احدا تلو الآخر حتى وقعت. وقعت في حفرة لم
ار حدودها و لكني رأيت وجه محبوبتي في عمقها مما جعلني استميل في السقوط جاعلا
محبوبتي قبلتي و عندها فقط ادركت معني كلمة الحبيب.
و لكن الحفرة لم تكن سوى بئرا و لم يكن وجه محبوبتي
غير انعكاس على صفحة مياه تمنيت حينها لو ابتلعتني. وحيد منكمش على حالي بعيدا عن صخب الحياة بدأت
في تدبر حالي. تذكرت قلب كل فتاة حطمته بيدي و كل جسد احتللته و تركته خرابا. و
تعلمت معنا لكلمة رددتها مرارا كأنها لا تحمل بين حرفيها أي مضمون.
ضاقت علي جدران البئر و ضاق بي حالي. لا اذكر
وقتها ان كنت بكيت و لكني ادميت فلم اجد
بدا عن التماس سبيل التوبة راجيا العفو و لم احصل على الغفران إلا بين يديها التي
زينتها بالذهب.
غريب حال الانسان و محير حال قلبه .. نسي الانسان و تقلب قلبه و
الثابت الوحيد هو صورتها امام عيني تبتسم في حنو لم ار مثله من قبل و حينها لم تعد
مجرد محبوبتي بل سكني الذي افضي اليه كلما ضاقت بي الدنيا و كثرما تضيق. و رجوت من
الله ان اظل سندها الذي تستكن إليه بدورها عندما تشتد الصعاب و كثرما تشتد.
في تطور مستمر علاقتنا و تجدد لا ينضب يجعلني
اتشبث بها اكثر و لكن مهما تشبثت لن اصل بقبضتي في قوة قبضته الصغيرة التي يتعلق
بها بها. و لا يصبرني غير ذات القبضة التي تلتف حول اصبعي. و عندما اراه يحتل
السكنى إلى صدرها بدلا مني , رغما عني ابتسم و لا اجزع بل اغبطه حينها على أمه فاتمناها
اما لي و اتذكر امي التي اعشق التراب الذي تسير عليه .