Wednesday, September 18, 2013

عن محبوبتي

لم اتخيل يوما و لو للحظة أنني سأتمنى أما غير أمي و لكن اليوم قد أتى و لم اكرهه على الإطلاق. أعشق التراب الذي تسير عليه أمي فهو من الجنة و لكن التراب الذي تسير عليه محبوبتي مخلوط بدمائي التي ارقتها في سبيل الحب.
منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناي عليها لم أصدقهما. خلت للحظة أنني مرضت بداء يجعلني اتوهم الخيال و لكنها كانت حقيقية كنظرية علمية ثابتة و لكنها ليست جامدة بل تمتلئ بحيوية لم أعهدها في بنات جيلي اللاتي احفظهن.
اشتهيتها نعم .. و لكن شهوتي للنساء كانت مختلفة هذه المرة. لم تكن قط حيوانية بل اجرؤ علىى القول أنها كانت رغبة ملائكية مغلفة بتقدير شديد لجمال و فتنة طاغيين لدرجة الرهبة من الإقدام و لكن الرغبة تملكت مني و مكنتني من الاقتراب.
و كلما اقتربت تقربت و لحظي لم تمتنع في البداية لكنها وضعت خطوطا حمراء أخذت اتخطاها و احدا تلو الآخر حتى وقعت. وقعت في حفرة لم ار حدودها و لكني رأيت وجه محبوبتي في عمقها مما جعلني استميل في السقوط جاعلا محبوبتي قبلتي و عندها فقط ادركت معني كلمة الحبيب.
و لكن الحفرة لم تكن سوى بئرا و لم يكن وجه محبوبتي غير انعكاس على صفحة مياه تمنيت حينها لو ابتلعتني.  وحيد منكمش على حالي بعيدا عن صخب الحياة بدأت في تدبر حالي. تذكرت قلب كل فتاة حطمته بيدي و كل جسد احتللته و تركته خرابا. و تعلمت معنا لكلمة رددتها مرارا كأنها لا تحمل بين حرفيها أي مضمون.
ضاقت علي جدران البئر و ضاق بي حالي. لا اذكر وقتها ان كنت بكيت و لكني ادميت  فلم اجد بدا عن التماس سبيل التوبة راجيا العفو و لم احصل على الغفران إلا بين يديها التي زينتها بالذهب.
غريب حال الانسان  و محير حال قلبه .. نسي الانسان و تقلب قلبه و الثابت الوحيد هو صورتها امام عيني تبتسم في حنو لم ار مثله من قبل و حينها لم تعد مجرد محبوبتي بل سكني الذي افضي اليه كلما ضاقت بي الدنيا و كثرما تضيق. و رجوت من الله ان اظل سندها الذي تستكن إليه بدورها عندما تشتد الصعاب و كثرما تشتد.
في تطور مستمر علاقتنا و تجدد لا ينضب يجعلني اتشبث بها اكثر و لكن مهما تشبثت لن اصل بقبضتي في قوة قبضته الصغيرة التي يتعلق بها بها. و لا يصبرني غير ذات القبضة التي تلتف حول اصبعي. و عندما اراه يحتل السكنى إلى صدرها بدلا مني , رغما عني ابتسم و لا اجزع بل اغبطه حينها على أمه فاتمناها اما لي و اتذكر امي التي اعشق التراب الذي تسير عليه .